تردد 2.4GHz أو 5GHz: أي منهما أفضل لشبكتك اللاسلكية ؟

 تعتبر شبكات الواي فاي جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث نستخدمها للاتصال بالإنترنت من خلال أجهزتنا المحمولة والحواسيب. ولكن هل تساءلت يوما عن الفرق بين شبكات الواي فاي التي تعمل على تردد 2.4 جيجاهرتز وتلك التي تعمل على تردد 5 جيجاهرتز؟

تردد 2.4GHz أو 5GHz: أي منهما أفضل لشبكت wifi

الترددات اللاسلكية (2.4GHz و 5GHz هي محور أساسي في شبكات الـ Wi-Fi، ويعتمد عليها الكثير من الأجهزة المنزلية لتحقيق اتصال سريع ومستقر بالإنترنت. تكنولوجيا الترددات الثنائية هذه تتيح للمستخدمين الاستفادة من ميزات كل تردد حسب الحاجة، وتساعد على تحسين أداء الشبكة خاصة في البيئات التي يكون فيها تعدد الأجهزة والتداخل في الإشارات مشكلة شائعة. في هذا المقال، سنتناول الاختلافات بين الترددين 2.4 جيجاهرتز و5 جيجاهرتز، وميزات واستخدامات كل منهما.


تاريخ نشأة تردد 2.4GHz في شبكات الواي فاي

 التردد 2.4 جيجاهرتز هو أحد أقدم الترددات المستخدمة في الاتصالات اللاسلكية، وخاصة في شبكات الواي فاي. ، وتحديدا مع ظهور معيار 802.11b.

تردد 2.4 جيجاهرتز يعود تاريخه إلى ثمانينيات القرن العشرين، عندما تم تخصيص هذا التردد كجزء من النطاقات غير المرخصة للاستخدام الصناعي والعلمي والطبي (Industrial, Scientific, and Medical - ISM) من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU). تم اعتماد هذا النطاق على نطاق واسع لأنه لا يتطلب تراخيص لاستخدامه، مما جعله مثاليا للعديد من التطبيقات التجارية والمنزلية. لذلك ارتبط تطور هذا التردد مع ظهور عدة معايير وهي التالية:

  1. معيار 802.11b: كان هذا المعيار الأول الذي اعتمد على تردد 2.4 جيجاهرتز وظهر سنة 1999، وقد قدم سرعات نقل بيانات تصل إلى 11 ميجابت في الثانية. تميز هذا المعيار بسهولة استخدامه وتكلفته المنخفضة، مما ساهم في انتشاره بشكل واسع.
  2. معيار 80.11g: جاء هذا المعيار كتحسين لمعيار 802.11b وكان ذلك سنة 2003، حيث زاد من سرعة النقل إلى 54 ميجابت في الثانية، مع الحفاظ على التوافق مع الأجهزة القديمة التي تدعم المعيار السابق.
  3. معيار 802.11n: كان ظهور هذا المعيار سنة 2009 حيث قدم تحسينات كبيرة في الأداء، حيث زاد من سرعة النقل بشكل كبير، ودعم تقنية MIMO (Multiple-Input Multiple-Output) التي تسمح باستخدام عدة هوائيات لإرسال واستقبال البيانات بشكل متزامن.

بمرور الوقت، استخدم تردد 2.4 جيجاهرتز في العديد من التطبيقات الأخرى، مثل أجهزة البلوتوث، وأنظمة الهواتف اللاسلكية، وأجهزة التحكم عن بعد، والأجهزة المنزلية الذكية، مما زاد من أهمية هذا التردد في الحياة اليومية. وعلى الرغم من ظهور ترددات جديدة مثل 5 جيجاهرتز، إلا أن تردد 2.4 جيجاهرتز لا يزال يلعب دورا هاما في شبكات الواي فاي، وخاصة في الأماكن التي تتطلب تغطية واسعة.

مميزات تردد 2.4GHz 

 يتميز هذا التردد بقدرة عالية على الانتشار، ، ويغطي مساحة أكبر:

- التغطية: يتميز تردد 2.4 جيجاهرتز بتغطية أوسع وأفضل في اختراق الجدران والعقبات، مما يجعله مثاليا للمنازل الكبيرة أو المكاتب التي تحتوي على العديد من الجدران أي المساحات التي تتطلب تغطية واسعة. مما يعني أنه يستطيع اختراق الجدران والعوائق بشكل أفضل.

- السرعة: يوفر تردد 2.4 جيجاهرتز سرعات أقل مقارنة بتردد 5 جيجاهرتز، ولكنه كاف لمعظم الاستخدامات اليومية مثل تصفح الإنترنت والبريد الإلكتروني.

- الازدحام: يعاني تردد 2.4 جيجاهرتز من ازدحام أكبر بسبب استخدامه الواسع في العديد من الأجهزة الإلكترونية الأخرى مثل أفران الميكروويف وأجهزة البلوتوث، مما قد يؤدي إلى تداخل في الإشارة وانخفاض الأداء في بعض الأحيان.

تاريخ نشأة تردد 5GHz في شبكات الواي فاي

تاريخ نشأة تردد 5 جيجاهرتز يرتبط بتطور شبكات Wi-Fi وتزايد الحاجة إلى سرعات اتصال أعلى وأقل ازدحاما وتداخلا. في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، كان هناك اهتمام متزايد بتطوير نطاقات تردد جديدة تلبي احتياجات الاتصالات اللاسلكية. وقد تم تحديد تردد 5 جيجاهرتز كتردد واعد للاستخدام، ولكن لم يكن هناك دعم واسع له في ذلك الوقت نظرا لارتفاع تكلفته وتعقيد تقنياته مقارنة بالتردد 2.4 جيجاهرتز.

وعلى الرغم من أن تردد 5 جيجاهرتز ظهر في وقت مبكر، إلا أنه لم يصبح شائعا إلا بعد تطوير المعايير اللاحقة مثل 802.11n و 802.11ac. وقد أصبح هذا التردد الخيار المفضل للأجهزة الحديثة التي تتطلب سرعات عالية وأداءً ممتازا. ولعل أهم المحطات في تاريخ تردد 5 جيجاهرتز  والتي ارتبطت أساس بتطوير معايير جديدة لشبكات الاتصال اللاسلكية أهمها:

1 - معيار 802.11a: كان هذا المعيار أول من دعم تردد 5 جيجاهرتز , هذا المعيار وفر سرعات تصل إلى 54 ميجابت في الثانية، لكن اعتماده لم يكن واسعا بسبب كلفته العالية مقارنة بالمعيار 802.11b (الذي يستخدم تردد 2.4 جيجاهرتز) وتغطية الإشارة المحدودة.

2 - معيار 802.11n :  صدر معيار 802.11n في عام 2009، وقد دعم كلا الترددين 2.4 و5 جيجاهرتز، مما ساهم في انتشار أوسع للتردد 5 جيجاهرتز.

 3 - 802.11ac :  جاء معيار 802.11ac، الذي تم تصميمه  في عام 2013،خصيصا ليعمل على تردد 5 جيجاهرتز، مما أدى  إلى انتشار  استخدامه بشكل أوسع في المنازل والشركات. حيث أصبح يوفر سرعات أعلى بكثير من تردد 2.4 جيجاهرتز تصل إلى أكثر من 1 جيجابت في الثانية، وتحسينا كبيرا في الأداء واستقرار الاتصال .

4 - المعايير Wi-Fi 5 وWi-Fi 6 : في السنوات الأخيرة، ومع ظهور معيار Wi-Fi 5 (802.11ac) ومعيارWi-Fi 6 (802.11ax)، أصبح تردد 5 جيجاهرتز شائعا جدا في جميع أجهزة Wi-Fi الحديثة .هذان المعياران زادا من أهمية تردد 5 جيجاهرتز، حيث تم تخصيص المزيد من القنوات والطاقات لهذا التردد، مما سمح بزيادة السرعات بشكل كبير وتحسين الكفاءة.


يعتبر تردد 5 جيجاهرتز اليوم جزءا أساسيّا من تكنولوجيا Wi-Fi، حيث أنه يوفر أداء عاليا وسرعات تناسب التطبيقات الحديثة. ورغم تطور تقنيات أحدث، مثل 6 جيجاهرتز، لا يزال 5 جيجاهرتز خيارا مهمّا للعديد من المستخدمين بسبب موثوقيته وسرعته العالية، خاصة في البيئات التي تحتاج إلى اتصال سريع ومستقر.


مميزات تردد 5GHz

 يوفر هذا التردد سرعة أعلى واتصالا أكثر استقرارا، لكنه لا ينتشر بقدر التردد 2.4 جيجاهرتز. لذا فهو يعتبر خيارا مناسبا للأماكن الصغيرة أو للأجهزة التي تتطلب سرعة عالية، مثل الأجهزة التي تدعم بث الفيديو بجودة 4K والألعاب:

-التغطية: يوفر تردد 5 جيجاهرتز تغطية أقل من تردد 2.4 جيجاهرتز، وقد يتأثر بالعقبات مثل الجدران السميكة.

- السرعة: يتميز تردد 5 جيجاهرتز بسرعات أعلى بشكل ملحوظ، مما يجعله مثاليّا للألعاب عبر الإنترنت، وبث الفيديو عالي الدقة، والتحميلات الكبيرة.

- الازدحام: يعاني تردد 5 جيجاهرتز من ازدحام أقل مقارنة بتردد 2.4 جيجاهرتز، مما يوفر أداء أكثر استقرارا.

تعتبر ترددات 2.4 جيجاهرتز و 5 جيجاهرتز خيارين ممتازين لشبكات الواي فاي، ولكل منهما مزاياه وعيوب. من خلال فهم الفرق بينهما، يمكنك اختيار التردد المناسب لاحتياجاتك وتحسين تجربة استخدام الإنترنت لديك.


كيفية اختيار التردد المناسب

اختيار التردد المناسب يعتمد على عدة عوامل، منها حجم المساحة التي ترغب في تغطيتها، وعدد الأجهزة المتصلة، وطبيعة الاستخدام. هنا توضيح يساعدك على تحديد التردد الأنسب لك:

1 - المساحة والتغطية المطلوبة

إذا كنت تحتاج إلى تغطية مساحة واسعة أو تحتوي على جدران كثيرة، فإن تردد 2.4 جيجاهرتز قد يكون الخيار الأفضل. هذا التردد يمتاز بقدرة أعلى على اختراق الجدران وتغطية مساحات أكبر، وإن كانت سرعته أقل.

إذا كانت المساحة صغيرة إلى متوسطة، والأجهزة قريبة نسبيّا من الراوتر، فإن تردد 5 جيجاهرتز سيكون مناسبا، حيث يمنحك سرعة أعلى في نطاق أقصر، لكنه أقل قدرة على اختراق العوائق.


2 - نوعية الاستخدام

للألعاب عبر الإنترنت أو بث الفيديو عالي الجودة (HD أو 4K): يُفضل استخدام تردد 5 جيجاهرتز، حيث يوفر سرعة أكبر واستقرارا أفضل عند الحاجة لسرعات عالية.

 أمّاللتصفح،أو الرسائل الإلكترونية، أوالأجهزة الذكية مثل الكاميرات وأجهزة التحكم الذكية التي لا تتطلب اتصالا سريعا: يعتبر تردد 2.4 جيجاهرتز كافيا ومناسبا، خاصة للأجهزة التي تبعد عن الراوتر.


3 - البيئة المحيطة والتداخل

إذا كنت تعيش في منطقة مزدحمة أو مبنى سكني تتواجد فيه شبكات Wi-Fi أخرى كثيرة، فقد تلاحظ أن تردد 2.4 جيجاهرتز أكثر عرضة للتداخل، نظرا لانتشار استخدامه. في هذه الحالة، قد يوفر 5 جيجاهرتز أداء أفضل كونه أقل ازدحاما.

إضافة إلى أنّ بعض الأجهزة اللاسلكية المنزلية (مثل المايكروويف والهواتف اللاسلكية) تعمل أيضا على تردد 2.4 جيجاهرتز، مما قد يزيد من التداخل.

4 - عدد الأجهزة المتصلة بالشبكة

إذا كنت تخطط لتوصيل العديد من الأجهزة بالشبكة، فقد يكون تردد 5 جيجاهرتز الخيار الأنسب، حيث أنه أقل عرضة للتداخل من الأجهزة الأخرى.

في حال كان لديك عدد قليل من الأجهزة، أو كانت بعض الأجهزة قديمة ولا تدعم سوى تردد 2.4 جيجاهرتز، يمكنك استخدام هذا التردد للأجهزة التي لا تتطلب سرعات عالية


5 - وجود راوتر يدعم الترددين (Dual-Band)

معظم أجهزة الراوتر الحديثة تدعم الترددين معا (2.4GHz و5GHz). في هذه الحالة، يمكن للراوتر توزيع الأجهزة تلقائيا على التردد الأنسب، بحيث يتصل كل جهاز بالتردد الذي يناسبه.


  إذا اختيار التردد يعتمد على المسافة من الراوتر، ونوع الاستخدام، وعدد الأجهزة. يمكن أيضا تجربة كلا الترددين في حال كانت لديك إمكانية ذلك، ثم اختيار الأفضل وفقا للأداء الذي تحصل عليه.

بشكل عام، إذا كنت تبحث عن سرعات عالية وأداء سلس للألعاب والبث، فإن تردد 5 جيجاهرتز هو الخيار الأفضل. أما إذا كنت تبحث عن تغطية واسعة واستقرار في الاتصال، فإن تردد 2.4 جيجاهرتز هو الخيار الأنسب.